استقر سعر العقود الآجلة لـ "برنت" فوق 86 دولاراً للبرميل امس الأربعاء، ليتشبث الخام بمكاسب الجلسة السابقة، مع عودة المشترين تدريجياً إلى سوق تشهد أقل الأسعار في أربع سنوات بسبب وفرة المعروض. وساعدت توقعات ارتفاع النفط في الأجل القريب خام برنت ليتعافى بعد أسابيع من الخسائر التي كبدته ربع قيمته منذ حزيران (يونيو).
وقال يوسكي سيتا مدير مبيعات السلع الأولية في "نيو- إدج" في طوكيو "برنت يتعافى وبعد تراجع أسعار النفط بما يكفي يبدو أن هذا المستوى فرصة طيبة للشراء"، مضيفاً: "لا أتوقّع مزيداً من التراجعات الحادة، لأنه على رغم أن النشاط الاقتصادي مازال محدوداً ولاسيما في أوروبا، فإنه يتعافى في آسيا، وبالتالي من المأمول أن يتحسن الطلب على الخام، بعد فترة صيانة المصافي في الولايات المتحدة التي تستمر ثلاثة أسابيع إلى أربعة ". وبحلول الساعة 7 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر "برنت" تسليم كانون الأول (ديسمبر) ثلاثة سنتات إلى 86.25 دولار للبرميل، مبتعداً عن مستواه المنخفض الأسبوع الماضي 82.60 دولار، وهو الأضعف منذ 2010.
ونزل سعر الخام الأميركي في عقود كانون الأول تسعة سنتات إلى 82.40 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي أمس الثلثاء ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة 1.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل توقعات لارتفاعها 2.7 مليون برميل.
من جانب اخر توقع محلل النفط في بنك "ستاندرد تشارترد" بول هورسنل صعود أسعار النفط الخام، على رغم أنها هبطت إلى أدنى مستوياتها في أربعة أعوام. وهو الذي اشتهر بتنبؤه بانتعاشة طويلة لسوق النفط قبل نحو عشر سنوات. وخفض هورسنل وفريقه الثلاثاء تنبؤهم لأسعار النفط الخام "برنت" في عام 2015، بمقدار خمسة دولارات إلى 105 دولارات للبرميل، وهو مع ذلك قريب من الطرف الأعلى لنطاقات التنبؤ، بعد موجة من التخفيضات لتنبؤات البنوك خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقالوا إنه سيتعين على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خفض إنتاجها حوالى مليون برميل يومياً، لتحول دون زيادة المخزونات العالمية في الربع الأول من العام المقبل، وإن ضيق إمدادات المعروض الأميركي سيدعم الأسعار، وإن بعض أنشطة الحفر تضررت بالفعل من جراء هبوط أسعار الخام من رأس البئر دون 80 دولاراً.
وكتبوا في إحدى مذكراتهم البحثية التي تنشر علانية للمرة الأولى منذ التحق هورسنل بالعمل في "ستاندرد تشارترد" أواخر عام 2013، أن "التغطية الإعلامية لسوق النفط، يغلب عليها في الوقت الحالي الحديث عن حرب أسعار، تجري مع وجود وفرة في إمدادات المعروض". وكان هورسنل يعمل من قبل في بنك "باركليز". وجاء في المذكرة: "نحن لا نوافق على هذا الوصف. واستناداً إلى حساباتنا للعرض والطلب وحسابات الوكالات الرئيسية، لا توجد حاليا تخمة نفطية".
وقال المحللون إنه لا توجد وفرة في المعروض في الربع الرابع للعام، لكن ستظهر هذه الوفرة في الربع الأول من عام 2015، وتتطلب أن تقلص منظمة "أوبك" المعروض في السوق. ومن المقرر ان تعقد "اوبك" اجتماعاً في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال أعضاء رئيسيين في المنظمة إنهم لا يرون حاجة إلى خفض الإنتاج.
وكتبوا في مذكرتهم: "أما وقد تبقى على اجتماع أوبك أكثر من خمسة أسابيع، قد تشهد أعمال تخطيط ومفاوضات، فإنه من غير الحكمة في رأينا في سيناريو حالة الأساس، افتراض أن أوبك ستحجم عن حجب كمية لا بأس بها من النفط عن السوق في الربع الأول للعام".
تم التحديث في 23 تشرين الأول 2014 | المصدر: جريدة المدى |