العراق يسعى لفصل انتاجه من خام البصرة إلى (الثقيل والمتوسط)

في وقت كشف مصدر نفطي سعي العراق الى فصل انتاج نفط البصرة الى صنفين (الثقيل والمتوسط)، واكد ان تصدير الثقيل سيبدأ اعتباراً من ايار المقبل، رأى خبير نفطي ان الخطوة قد تساهم بدخول زبائن جدد لشراء النفط العراقي، لافتا الى ان منظومة التخزين العراقية غير قادرة على فصل انواع النفط بسبب حاجة القطاع الى تطوير بناه التحتية.

وكانت مصادر نفطية مطلعة، قالت لـ "رويترز"، ان "العراق أبلغ شركاءه من الشركات النفطية بأنه يخطط للبدء بفصل انتاجه من نفط خام البصرة الى صنفين وسيباشر بعرض النوع الثقيل من خام البصرة اعتبارا من شهر ايار القادم".
ويقول الخبير في الشأن النفطي حمزة الجواهري، في حديث لـ "المدى"، ان "انواع النفوط المستخرجة من الحقول العراقية تصنف الى ثلاثة انواع، (الخفيف والمتوسط والثقيل)"، مبينا ان "البنى التحتية غير قادرة على الفصل بين انواع النفوط هذه بسبب اختلاف الانتاج من حقل الى اخر".
وأضاف الجواهري بالقول، ان "بعض الحقول تنتج النفط الخفيف وغيرها تنتج المتوسط واخرى تنتج الثقيل، لكن هذه الانواع جميعها تذهب الى انبوب واحد ليصل الى الخزانات او حقول التخزين وعددها 7، وسيضاف لها واحد لتكون ثمانية"، لافتا الى ان "حقول التخزين الجاهزة ، (لغاية قبل صدور خبر فصل انواع النفوط)، كانت تخلط انواع النفط كلها سوية، ويخرج نوع واحد من النفط، ما عدا نفط ميسان لأنه يذهب مباشرة الى البحر".
وأوضح الخبير النفطي ان "العمل جار على تطوير البنى التحتية لجمع وتخزين النفط وتصديره و باستطاعة الجهات ذات العلاقة فصل نوعين من النفط (الخفيف والثقيل)، وبعد ان تكتمل مراحل اخرى من منظومة الخزن والتصدير في مرحلة لاحقة، يكون بالإمكان فصل النفوط الثلاثة عن بعضها، وقد وصلنا الى مرحلة فصل نوعين من النفط عن بعضهما الثقيل والمتوسط".
وأكد ان "بعض الشركات ترغب بالنفط المتوسط واخرى تريد الخفيف وغيرها تريد الثقيل وذلك حسب رغبة الزبون والمصفى الذي يمتلكه، وعلى سبيل المثال هنالك زبون يمتلك مصفى يستطيع تكسير النفط الحراري بحيث يأخذ المنتجات الثقيلة او النفط الثقيل يحوله الى خفيف بمشتقات بيضاء اكثر، او هنالك مصفى يريد ان ينتج بعض الدهون التي تكون عادة اثقل لذلك يفضل النفط الثقيل، بمعنى ان تصميم المصفى يحدد نوع النفط الذي يفضله الزبون لذلك يتم الفصل بين الانواع بناء على رغبة الزبون لا يضيق الكثير للعراق بل يحفز الكثير من الزبائن للدخول كمشتريين جدد الى العراق".
وكانت مصادر نفطية مطلعة كشفت، الخميس الماضي، عن سعي العراق لفصل انتاجه النفطي من خام البصرة الى صنفين ابتداء من شهر ايار المقبل، وفيما بيّنت أن العراق ابلغ الشركات النفطية العاملة على أراضيه بهذا الاجراء، أكدت أن هذا التخصيص جاء وفقاً للمقياس الاميركي.
وقالت وكالة رويترز في تقرير لها نقلاً عن مصادر نفطية مطلعة واطلعت عليه (المدى برس)، إن "العراق الذي يعتبر ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة الأوبك أبلغ شركاءه من الشركات النفطية بأنه يخطط للبدء بفصل انتاجه من نفط خام البصرة الى صنفين وسيباشر بعرض النوع الثقيل من خام البصرة اعتبارا من شهر ايار القادم".
وأضافت المصادر أن "شركة التسويق النفطي الحكومية سومو كانت قد ذكرت بأنها ستخصص صنف خام البصرة الثقيل ذا الثقل النوعي 24 درجة وفقا للمقياس الاميركي API الى الشركات الحاصلة على عقود خدمة فنية".
وبينت الوكالة ان "العراق منح هذه العقود للشركات النفطية العملاقة مثل لوك اويل و بيترانوس وشركة النفط الصينية و شركة برتش بتروليوم واكسون موبيل وشركة رويال دوتش شيل لتطوير حقول النفط في جنوب العراق".
وكانت لجنة النفط والغاز في مجلس البصرة أكدت في السابع عشر من تشرين الثاني الجاري 2014 أن وزارة النفط أبدت "تفهماً إيجابياً" لاستحقاقات المحافظات في ثرواتها الطبيعية، وفي حين كشفت عن موافقة وزيرها، عادل عبد المهدي، على إطلاق مبلغ الخمسة ملايين دولار، المخصص للمنافع الاجتماعية للمناطق المتضررة من الإنتاج النفطي، طالبت بضرورة إشراك المحافظة، بعقود جولات التراخيص.
وتضم محافظة البصرة، العشرات من الحقول النفطية ومئات الآبار وعشرات الشركات العالمية العاملة على استثمار الحقول النفطية وزيادة الإنتاج في ظل جولات التراخيص النفطية التي أقامها العراق.