متخصصون كربلائيون يشكون تراجع السياحة الدينية ويطالبون بإبراز "استقرار المدن المقدسة "

17/11/2014
أكد مختصون ومسؤولون كربلائيون، امس الأحد، أن التداعيات الأمنية أثرت كثيراً على واقع السياحة الدينية بالمحافظة،(108 كم جنوب العاصمة بغداد)، وفي حين بينوا أن ثلت الفنادق المحلية فقط تعمل حالياً، مع تضرر 128 مهنة مرتبطة بذلك القطاع، طالبوا بضرورة تفعيل الإعلام لإبراز الاستقرار الذي تتمتع به المدن المقدسة في العراق، وقيام الوزارات المعنية بتقديم المزيد من التسهيلات ضماناً لاستقطاب عدد أكبر من الزوار إليها.

وقال ماجد جاسم، من أصحاب الفنادق السياحية في كربلاء، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الوضع الأمني العام في البلد والمعارك ضد الإرهاب منذ حزيران الماضي، أثرا كثيراً على واقع السياحة الدينية وتوافد الزائرين إلى كربلاء"، مشيراً إلى أن "عدد الزوار انخفض كثيراً قياساً بالعام 2013 المنصرم، خلال المدة التي سبقت محرم الحرام وزيارة عاشوراء".

وأضاف جاسم، ان "غالبية فنادق كربلاء خالية أو متوقفة عن العمل لقلة توافد الزوار كما في العام المنصرم"، مبينا أن "قطاع السياحة الدينية بحاجة إلى دعم أكثر من الدولة، برغم تحسن نشاط وزارة السياحة والآثار عن السابق".

واتهم جاسم السفارات العراقية في بعض دول العالم، بأنها "تميز بين السياح، وتأخر منحهم تأشيرات الدخول"، مطالباً وزارات الخارجية والنقل والداخلية، بضرورة "تسهيل دخول الزائرين لكربلاء والنجف، وإنهاء المشاكل التي تعرقل وصولهم للمحافظتين".

من جانبه قال مدير رابطة الفنادق والمطاعم السياحية في كربلاء، محمد الهر، في حديث إلى (المدى برس)، إن "كربلاء تضم قرابة ألف فندق يستقبل الزوار على مدار أيام السنة"، مستدركاً "لكن 30 بالمئة منها تعمل فقط حالياً، بسبب قلة توافد الزوار الأجانب، نتيجة تأثيرات الوضع العام في البلد الحرب ضد الإرهاب".

وأوضح الهر، أن هنالك "قرابة 128 مهنة مرتبطة بالسياحة تأثرت هي الأخرى نتيجة قلة عدد الزوار الجانب مقارنة بالسنوات السابقة"، مشدداً على ضرورة "تفعيل الجهد الإعلامي لإبراز الاستقرار الذي تتمتع به المدن المقدسة في العراق، ومنها كربلاء، وقيام الوزارات المعنية بتقديم المزيد من التسهيلات ضماناً لاستقطاب المزيد من الزوار إليها".

على صعيد متصل رأت عضوة لجنة السياحة في مجلس محافظة كربلاء، سندس الطريحي، في حديث إلى (المدى برس)، أن "الإعلام المعادي أثر سلباً على واقع السياحة في البلاد بعامة، من خلال إظهار أن المدن العراقية كلها غير آمنة وتشهد معارك وعمليات إرهابية".

أكدت الطريحي، أن "عدد زوار كربلاء بدأ يتصاعد منذ بداية محرم الحرام الحالي"، متوقعة أن "يزداد توافد الزوار أكثر خلال الأيام المقبلة تزامنا مع زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)".

يذكر أن محافظة كربلاء، تُعد من بين أبرز مدن السياحة الدينية في العالم، إذ يقصدها الزوار من مختلف الدول العربية والأجنبية، لزيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، والمزارات الدينية الأخرى الموجودة فيها.

وتضم محافظة كربلاء أيضاً مجموعة معالم ومواقع أثرية، أبرزها قصر الأخيضر (40 كم غرب مركز المدين)، وكهوف الطار (15 كم غرب مركز المدينة أيضاً)، وبحيرة الرزازة (7 كم غربي مركز المدينة)، وعيون المياه المعدنية، وكنسية القصير، وقصر شمعون في قضاء عين التمر (90 كم غرب مركز المدينة)، فضلا عن خان النخيلة على الطريق بين كربلاء والنجف (10 كم جنوبي مركز المدينة)، وخان العطيشي في ناحية الحسينية (9 كم شرقي مركز المدينة).

وتعاني المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية في كربلاء، من الاندثار نتيجة "الإهمال" الحكومي وعدم الاهتمام بتأهيلها والمحافظة عليها، منذ سنوات حكم النظام السابق ولغاية الآن، باستثناء مرقدي الإمامين الحسين والعباس (ع)، حيث شهدا حملات إعمار وتأهيل وتطوير مستمرة بتمويل مالي من قبل الحكومتين الاتحادية والمحلية وإدارة ديوان الوقف الشيعي، فضلاً عن تبرعات الزوار.
Last Update:: 17/11/2014
Iraq Directory